تاريخ

فُرِضَت مَنَاسِك الحَج لأول مرة في عهد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- امتحاناً من الله تعالى لإيمانه، حين أمره بتَركِ زوجته؛ السيدة هاجر -عليها السلام- وابنه إسماعيل ومعهما زادٌ يَسِير في صحراءٍ تقع بين جبلين في مكة اسمهما “الصَّفَا والمَروَة”


:شعيرة السَّعي

بعد أن تَركَ سيدنا إبراهيم زوجته وابنه وحيدين في الصحراء، نفد طعامهما ورَاحت السيدة هاجر تسعى بين الجبلين سبع مراتٍ بحثاً عن الماء لطفلها الذي يتلوّى من الجوع والعطش. ولذلك يُؤدي الحجّاج شعيرة السَّعي في الحَج والعُمرَة اقتداءً بالسيدة هاجر في رحلة بحثها عن الماء لولدها إسماعيل

حدثت مُعجزة إلهية وتفجَّر من الأرض ينبوعاً من الماء، يُعرَف الآن ببئر زمزم، وارتوت منه السيدة هاجر وطفلها. وعَاد سيدنا إبراهيم إلى أسرته وسار بهم بعيداً عن الصحراء

الكعبة؛ وِجهة الحجيج

بعد عدة سنوات، أمر الله تعالى سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل ببناء كعبةٍ للتقرَّب إلى الله بجانب بئر زمزم، ثم صارت الكعبة وجهةً للحجيج لعبادة الله الوَاحد. وبَعد أن انتهيا من بناء الكعبة، أمر الله سيدنا إبراهيم أن يؤذن في النَّاس في كل بقاع الأرض بالحج ليجتمعوا في مكان واحدٍ في إخلاص وتعبُّد لله تعالى


وبعد قرونٍ عديدة، تَرك الناس في مكة عبادة الله واتخذوا من دونه أوثاناً وعبدوها في فترةٍ سُميَت بالجاهلية. خلال تلك الفترة كانت الكعبة محاطة من جميع الجهاتِ بالتماثيل والأصنام على أشكال البَشر والحيوانات حيث كان يعبدها النَّاس على الملأ

عصر النّبوة – محمد صلى الله عليه وسلم

نَزل الوحي الإلهي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أول مرة عام 610 ميلادياً، والذي أُمر فيه بإعادة نَشر التّوحيد وعِبادة الله في شبه الجزيرة العربية. وبعد عشرين عاماً، جَمع النَّبي حوله من المسلمين ومن القوة الدينية والسياسية ما يكفي لفَتح مكة؛ تلك المدينة التي وُلد فيها والتي عانى فيها من الاضطهاد والتعذيب على يد أهلها من الكفار. هُدمَت التماثيل التي كانت تُعبَد من دون الله حول الكعبة وعادت من جديدٍ رمزاً لتوحيد الله عز وجل

جبل الرحمة هو المكان الذي ألقى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطبة الوادع. كانت حجة النَّبي الوحيدة في العام العاشر الهجري (623 ميلادياً) قبل وفاته بوقتٍ قصير، وعُرفِت بحجة الوداع. حجَّ صلى الله عليه وسلم مع الألاف من الصحابة، وخَطَب فيهم خطبة الوادع وهو على جبل عَرَفات حيث أكَّد على قيم المساواة والوحدة بين أمة المسلمين؛ التي هي إحدى مظاهر الحج. وَبعد حجة النبي صلي الله عليه وسلم، ظل المسلمون يتبعونه حتى يومنا هذا

خلال حياة النَّبي صلى الله عليه وسلم، ضُيّقَ على المسلمين في دخول مكة؛ البّلد الحرام، ولذلك لم يستطيعوا أداء الحج والعمرة. كَانت مكة تحت إمرة الكُفّار الذين يعبدون الأصنام ولم يسمحوا لنور الإسلام أن يدخل إلى قلوبهم. ولهذا هَاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة، حيث استقبلهم أهل المدينة ورحبوا بهم وكانت لهم وطناً

صُلح الحُديبية

فَطِن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت إلى رغبة المسلمين في أداء العمرة. وفي عام 628 ميلادياً، قرر أن يذهب مع أصحابه إلى مكة لأداء تلك الفريضة. ولكن منعهم كفار قريش من دخول مكة عند الحديبية، حتَّى بعد أن وضَّح لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم جاءوا لأداء العمرة فقط، ولكن في النهاية منعتهم قريش من الدخول

رفض النبي صلى الله عليه وسلم أن يجنَح لاستخدام القوة، وفضَّل أن يتفاوض مع قريش دبلوماسياً. كانت نتيجة المفاوضاتِ أن وُقعَت معاهدة سلامٍ بين الطرفين بخصوص زيارة مكة وسميت بـ “صلح الحديبية”. كانت مدتها عشر سنوات، ومُنِع المسلمون من دخول مكة ذلك العام على أن يعودوا في العام المقبل لأداء العُمرَة

العُمرة الأولى

كانت العُمرة الأولى هي أول عمرة يؤديها النبي وأصحابه بعد الهجرة إلى المدينة، كانت في صباح اليوم الرابع من السنة السابعة للهجرة (629 ميلادياً) بعد صلح الحديبية في عام 628 ميلادياً واستمرت العمرة لثلاثة أيام

فَتح مكة

أصبح المسلمون قوة لا يُستهَان بها في عام 630 ميلادياً، وقرر النَّبي صلى الله عليه وسلم فَتَح مكة بإذنٍ من الله وبعد مَشورة أصحابه

عند وصول المسلمين إلى مَكة، أدرك كفار قريش أنهم لن يقدروا على قتالِ جيش المسلمين واختاروا أن يستسلموا. كانوا فَزِعِين من هذا الفَتح وعن مّاذا سيحدث لهم، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان رحمة للعالمين وعفا عن جميع الذين استسلموا حتى أعدائه 

سُمِّي هذا النَّصر للمسلمين بفتح مكة ويُعد حتى يومنا هذا مثالاً نموذجياً في كيفية إنهاء الصراعات بدون سفكٍ للدماء

تعرفعلىالمزيدعنالحجوالعمرة.

شاهدبثمكةالمكرمةالمباشرهنا.